فين ايامك يا جمال.JPG)
إبراهيم عيسى
إذا كان على حكاية الدعم النقدى ماشى ، حصلت فى بلاد أخرى مثل البرازيل والمكسيك ودول من أمريكا اللاتينية ، لكنها دول تحكمها نظم ديمقراطية ومن ثم ربما يجوز أن يفلح فيها الدعم النقدى لكن فى دولة مثل مصر بلا ديمقراطية فمن المستحيل أن ينجح الدعم النقدى ، لأنه سيتحول إلى مسخرة من الرشوة والفساد واللعب بالثلاث ورقات والاستغلال والتربح ، ليه ؟ لأن من سيقوم بتوزيع الدعم النقدى وتحديد المحتاجين والمستحقين له وقدر وحجم دعم كل منهم هو هذا النظام الذى يخلو من أى ديمقراطية ، الديمقراطية شرط إلهى هنا مثل توافر شهود أربعة لتطبيق حد الزنا فى تطبيق الدعم النقدى ، الديمقراطية تعنى العدل وهى غائبة وهو مفقود فى نظام الحزب الوطنى ، فلا رقيب ولا حسيب على الحكومة بل الجهاز المركزى "الحسيب" للمحاسبات المنوط به هذه المهمة تتعامل الحكومة مع تقاريره تعاملا راقيا فهى تبلها بماء الورد وتشرب ميتها ، فإذا كانت الحكومة لا تتمتع بمواصفات الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بل هى حكومة حزب جاء للحكم بالاغتصاب والتزوير لإرادة المواطنيين وإذا كانت حكومة حزب يحتكر السلطة بلا معارضة ولا منافسة وإذا كانت حكومة حزب يدير البرلمان التشريعى والرقابى بالأوامر ورفع الحواجب ، وإذا كانت حكومة حزب يملك الصحف ومحطات التليفزيون ، إذن هو حزب وهى حكومة غير مؤهلين تماما لتطبيق الدعم النقدى فأداة الرقابة والمحاسبة على ما تفعله الحكومة معدومة تماما ، وخوفها من غضب الجمهور ونقمة الرأى العام الذى قد يفقدها الأغلبية فى انتخابات تالية غير موجود أساسا فهى لا تشعر بالخوف بل ولا تشعر أساسا ،
ولكن لماذا إذن تطبق الدولة نظام الدعم النقدى بديلا عن دعم مباشر للسلع ؟ أولا لأن البنك الدولى والجهات المانحة للقروض أمروها بذلك وأنت طبعا تعرف أن مصر لا تنحنى أمام الضغوط لكن عشان خاطرك أنحنت المرة دى على رأى عبد الفتاح القصرى ، ثانيا أنها تريد توفيرا فى ميزانيتها تستطيع به تقليل حجم الديون ، طيب ألا تعمل حسابا لارتفاع كبير قادم لا محالة فى الأسعار ؟ نعم تعمل حسابها وهى بنفسها سترفع أسعار البنزين والغاز وغيرهما ، إذن ألا تخشى غضب المواطنيين واحتجاجهم على ارتفاع لا يطيقونه فى الأسعار ؟ الإجابة: لا يخشى نظام الحكم هذا الغضب الجماهيرى أولا لأنه يشك فى حدوثه فليس هناك لدى الشارع المصرى قدرات على الحركة والتظاهر على طريقة 18و19يناير1977 ، فلا توجد تنظيمات ولا تيارات سياسية شعبية قادرة على تحريك الناس حيث يحتاس الإخوان فى مشاغل المحاكمات والمطارادت والحفاظ على بنية التنظيم الداخلية من الاهتزاز ، أما اليساريون فهم لا يستطيعون تحريك الكنبة فى صالون بيتهم وليس تحريك الناس ، أما الأحزاب فهى مثل مصانع الطرابيش فى مصر لا أحد يستخدمها سوى فى تمثيل المسلسلات ، ثم أن عددا لا بأس به من الشعب سوف يلجأ للتغلب على مزيد من ارتفاع الأسعار بمزيد من الرشوة ، كما سوف تزداد أعداد الشباب المسافر للغرق فى البحر أو للعمل فى إسرائيل وسيفرح قطاع من الفقراء بالدعم النقدى فى البداية كأنه زيادة مرتب ثم على ما يفهمون المقلب يكونوا شربوه ، ثم يفرجنى الشعب كده لو راجل يخرج بره بيته ويقول لأ وشوف الأمن المركزى وفرق الكاراتية ح تعمل فيه إيه ..وهى فرصة كى نسأل الحكومة عن موقف عساكر الأمن المركزى وأفراد فرق الكاراتية فى مسألة الدعم النقدى إيه بالضبط ، هل لهم من الدعم جانب أم جوانب !
الدولة تراهن على أن أسلوب الدعم النقدى فى البرازيل قد نجح وتنسى أن الديمقراطية فى البرازيل نجحت قبل الدعم النقدى ، والبعض الذى يراهن على أن الشعب لن يطيق زيادة الأسعار وسوف ينفجر لتغيير النظام ينسى أنه يتحدث عن الشعب... المصرى ،
لكن ماذا سيحدث إذن ؟
سيحدث ما تعود عليه المصريون منذ ثلاثين عاما إذا انفجرت ماسورة مجارى فى الشارع يسارع الجميع إلى وضع طوب فى بحيرة المجارى ثم العبور فوقها للخروج أو للوصول إلى بيوتهم ...وح نتعود كلنا على الرائحة !
إذا كان على حكاية الدعم النقدى ماشى ، حصلت فى بلاد أخرى مثل البرازيل والمكسيك ودول من أمريكا اللاتينية ، لكنها دول تحكمها نظم ديمقراطية ومن ثم ربما يجوز أن يفلح فيها الدعم النقدى لكن فى دولة مثل مصر بلا ديمقراطية فمن المستحيل أن ينجح الدعم النقدى ، لأنه سيتحول إلى مسخرة من الرشوة والفساد واللعب بالثلاث ورقات والاستغلال والتربح ، ليه ؟ لأن من سيقوم بتوزيع الدعم النقدى وتحديد المحتاجين والمستحقين له وقدر وحجم دعم كل منهم هو هذا النظام الذى يخلو من أى ديمقراطية ، الديمقراطية شرط إلهى هنا مثل توافر شهود أربعة لتطبيق حد الزنا فى تطبيق الدعم النقدى ، الديمقراطية تعنى العدل وهى غائبة وهو مفقود فى نظام الحزب الوطنى ، فلا رقيب ولا حسيب على الحكومة بل الجهاز المركزى "الحسيب" للمحاسبات المنوط به هذه المهمة تتعامل الحكومة مع تقاريره تعاملا راقيا فهى تبلها بماء الورد وتشرب ميتها ، فإذا كانت الحكومة لا تتمتع بمواصفات الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بل هى حكومة حزب جاء للحكم بالاغتصاب والتزوير لإرادة المواطنيين وإذا كانت حكومة حزب يحتكر السلطة بلا معارضة ولا منافسة وإذا كانت حكومة حزب يدير البرلمان التشريعى والرقابى بالأوامر ورفع الحواجب ، وإذا كانت حكومة حزب يملك الصحف ومحطات التليفزيون ، إذن هو حزب وهى حكومة غير مؤهلين تماما لتطبيق الدعم النقدى فأداة الرقابة والمحاسبة على ما تفعله الحكومة معدومة تماما ، وخوفها من غضب الجمهور ونقمة الرأى العام الذى قد يفقدها الأغلبية فى انتخابات تالية غير موجود أساسا فهى لا تشعر بالخوف بل ولا تشعر أساسا ،
ولكن لماذا إذن تطبق الدولة نظام الدعم النقدى بديلا عن دعم مباشر للسلع ؟ أولا لأن البنك الدولى والجهات المانحة للقروض أمروها بذلك وأنت طبعا تعرف أن مصر لا تنحنى أمام الضغوط لكن عشان خاطرك أنحنت المرة دى على رأى عبد الفتاح القصرى ، ثانيا أنها تريد توفيرا فى ميزانيتها تستطيع به تقليل حجم الديون ، طيب ألا تعمل حسابا لارتفاع كبير قادم لا محالة فى الأسعار ؟ نعم تعمل حسابها وهى بنفسها سترفع أسعار البنزين والغاز وغيرهما ، إذن ألا تخشى غضب المواطنيين واحتجاجهم على ارتفاع لا يطيقونه فى الأسعار ؟ الإجابة: لا يخشى نظام الحكم هذا الغضب الجماهيرى أولا لأنه يشك فى حدوثه فليس هناك لدى الشارع المصرى قدرات على الحركة والتظاهر على طريقة 18و19يناير1977 ، فلا توجد تنظيمات ولا تيارات سياسية شعبية قادرة على تحريك الناس حيث يحتاس الإخوان فى مشاغل المحاكمات والمطارادت والحفاظ على بنية التنظيم الداخلية من الاهتزاز ، أما اليساريون فهم لا يستطيعون تحريك الكنبة فى صالون بيتهم وليس تحريك الناس ، أما الأحزاب فهى مثل مصانع الطرابيش فى مصر لا أحد يستخدمها سوى فى تمثيل المسلسلات ، ثم أن عددا لا بأس به من الشعب سوف يلجأ للتغلب على مزيد من ارتفاع الأسعار بمزيد من الرشوة ، كما سوف تزداد أعداد الشباب المسافر للغرق فى البحر أو للعمل فى إسرائيل وسيفرح قطاع من الفقراء بالدعم النقدى فى البداية كأنه زيادة مرتب ثم على ما يفهمون المقلب يكونوا شربوه ، ثم يفرجنى الشعب كده لو راجل يخرج بره بيته ويقول لأ وشوف الأمن المركزى وفرق الكاراتية ح تعمل فيه إيه ..وهى فرصة كى نسأل الحكومة عن موقف عساكر الأمن المركزى وأفراد فرق الكاراتية فى مسألة الدعم النقدى إيه بالضبط ، هل لهم من الدعم جانب أم جوانب !
الدولة تراهن على أن أسلوب الدعم النقدى فى البرازيل قد نجح وتنسى أن الديمقراطية فى البرازيل نجحت قبل الدعم النقدى ، والبعض الذى يراهن على أن الشعب لن يطيق زيادة الأسعار وسوف ينفجر لتغيير النظام ينسى أنه يتحدث عن الشعب... المصرى ،
لكن ماذا سيحدث إذن ؟
سيحدث ما تعود عليه المصريون منذ ثلاثين عاما إذا انفجرت ماسورة مجارى فى الشارع يسارع الجميع إلى وضع طوب فى بحيرة المجارى ثم العبور فوقها للخروج أو للوصول إلى بيوتهم ...وح نتعود كلنا على الرائحة !
نقلاً عن الدستور २०/११/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق