نحن أبناءك ورعاياك في مقابر البساتين والتونسي والإمام الشافعي وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثي وجبانات عين شمس ومدينة نصر وأسفل الكباري وفي المناطق العشوائية وبجوار المساجد وفي القرى والنجوع وفي الأكشاك الصفيح علي أشرطة القطارات
اسمح لنا أن ننقل لك بثا مباشرا لحالنا الذي سيتوارى خجلاً بعده المخرج خالد يوسف وفيلمه 'حين ميسرة' الذي يجسد فيه واحدا علي مليون من حال الفقراء والعشوائيات في مصر .. نحن نموت من الجوع يا سيادة الرئيس ..ما هذا الذي يحدث في بلادنا مصر ...؟ ربما نسكت ونصبر علي المعاملة السيئة... علي تشابه أيامنا بعضها ...وعلي عدم القدرة علي الحلم.. لكن كيف نصمت على الجوع..؟ لو سكتت ألسنتنا لتكلمت ونطقت وصرخت بطوننا ... الأسعار اشتعلت ناراً .. والخدمات معها..بدون سابق إنذار أو تمهيد.. طعامنا الذي يطلق عليه الساسة الأغنياء 'طعام الفقراء' لا نستطيع شراءه ।! الفول أصبح الكيلو بـ 5 جنيه ... العدس بـ 9 جنيه ... زجاجة الزيت العادي بـ 10।5 جنيه ..!! كيلو الحلاوة السادة غير المعبأة ـ طعام المساجين ـ أصبح بـ 12 جنيه ... كيلو الجبنة البيضاء ب 18 جنيه ! صبرنا على الذل في طابور العيش .. وقضينا نصف عمرنا في سبيل أننا في النهاية نحصل علي رغيف عيش رخيص الثمن.. دلنا يا سيادة الرئيس علي أي طابور ولو طوله بالكيلومترات ولكن في نهايته نجد طعاما رخيص الثمن। يا سيادة الرئيس ... قل لنا ماذا نأكل ؟ حتى الخدمات الضرورية ارتفعت بصورة مضاعفة ... فاتورة الكهرباء اشتعلت ... وفاتورة المياه توهجت.. وفاتورة التليفون لن نتكلم عنها فليس عندنا تليفون أصلاً..!! واسمح لنا يا سيادة الرئيس أن نقدم لك ما نأكله هذه الأيام .. والذي يعتبر مفاجأة للكثير لما وصلنا له .. ولا نعلم هل هو كذلك بالنسبة لسيادتكم أم لا ..؟ والله.. والله ما سنقوله حقيقة يمكن أن تتأكد سيادتك مما سنقوله عما نأكله.. من خلال زيارتنا في أي من الأماكن التي ذكرناها سلفاً أو غيرها .. نقدم لسيادتكم عدة وجبات مما نأكلها الآن بعد أن ضاقت بنا السبل في أن نشتري الفول والعدس والزيت.. هذا ما يأكله فقراء مصر خير شعوب الأرض الذين أوصي بهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خيرا ً
الوجبة الأولي : يتم إحضار بقايا العيش البلدي وتتم إضافة قليل من الماء مع استمرار التقليب والدعك حتي يصبح مثل الطحينة تماماً.. ويوضع عليه بعض الملح والبهارات اللازمة ويتم تغميسه بالعيش ... يعني عيش... يغمس بعيش ..!!
الوجبة الثانية : نذهب لأي فسخاني ونشتري بعضا من ماء الفسيخ منه بـ 50 قرشا ونقوم بتغميسه بالعيش ... أهوه بنحدق يا ريس ... !!!
الوجبة الثالثة : نذهب إلي سوق الخضار ونشتري الخضار التالف العاطب والذي يضعه البائع عادة أسفل قدميه ... نأخذه ونحاول تظبيطه بغليه ونضعه بعد تقطيعه علي النار ويتم عمل خلطة خضار نأكلها في الثلاث وجبات ... ؟!! الوجبة الرابعة : نذهب إلي أي جزار ونأخذ منه العظم الذي يلقيه أسفل قدميه وتلعقه القطط .. والذي لا يوجد به أي مواسير أو غيره .. فنحن ليس في مقدرتنا شراء عظم المواسير الفاخر...ونقوم بغسله ونضعه علي النار مع كمية كبيرة من الماء ... ونعمل شوربة حتي نرم عظم أولادنا ونشرب شوربة ..!!
الوجبة الخامسة : وهي أغلي الوجبات وأصبحت ترفيها لنا وهي شراء الفراخ النافقة الميتة من عند تجار الفراخ الذين يبيعون لنا الفرخة بـ 4 و 5 جنيهات ، بعد أن تعدي ثمن الفرخة 30 جنيها ووصل ثمن الكليو من الفراخ البيضاء إلى 13 جنيه .. !! الميتة أحلت لنا في عهدكم من سنين يا سيادة الرئيس .... !! الوجبة السادسة : شراء أرجل الفراخ وعمل خضار وشوربة عليها ... حتي يجد الأطفال ( منابا) يمسكونه في أيديهم حتي ولو رجل فرخة ..؟!! وأخيراً تصور يا سيادة الرئيس .. ما يحلّي به شبابنا وأطفالنا عندما يهفهم الحلو .. إنهم يذهبون لبائع الزلابية ولقمة القاضي وبلح الشام ومعهم رغيف العيش ويقطعونه نصفين ويطلبون منه أن يضع لهم القليل من الشربات المسكر الذي تتم التحلية به داخل الرغيف ...!! لا أريد أن أكمل حتي لا أشق عليك يا سيادة الرئيس أكثر من ذلك .. ولكن أكرر سؤالي : قل لنا ماذا نأكل ...؟؟ قرص الطعمية بـ 25 قرش ..! علبة الفول أصبحت بـ 1।5 جنيه ولا تكفي شخصين .. ساندوتش الفول بـ 75 قرش ...؟!! إحسبها أنت لنا يا سيادة الرئيس .. لو قلنا أن مرتباتنا 300 جنيه في الشهر .. هذا لو افترضنا أن جميعنا يعمل عملا دائما أو يعمل أصلاً .. والأسرة محددة النسل وعندها طفلان والأب والأم ... كيف نأكل ونشرب ونسكن ونركب مواصلات ونلبس ونعالج أولادنا وندفع كهرباء ومياه بـ 10 جنيه في اليوم في ظل هذه الأسعار ... ؟!! نريد أن نري انحيازك للفقراء يا سيادة الرئيس أمرا واقعيا نحياه ونتلمسه ... تنادي دائما بأنك تريد أن يصل الدعم لمستحقيه .. فلتدعم يا سيادة الرئيس السلع التي نأكلها فقط ... هل الأغنياء يأكلون عدسا أو فولا أو يستخدمون زيوت الكتان مثلنا .. لماذا لا يكون كيلو العدس بجنيه واحد فقط وكذلك الفول وتكون زجاجة الزيت كذلك ... متوفرة سهلة ... بدلا من المهانة والذل علي البطاقات التمونية التي لا يحملها الكثير منا .. والتي تصرف لنا في النهاية كيلوات معدودة محدودة لا تكفي أياما .. وبأسعار رغم رخصها إلا أنها لا نتحملها ..؟؟ يا سيادة الرئيس... نحن نختنق । نحن نموت ... احذر يا سيادة الرئيس ثورة الجياع ... فهي ثورة لن ينفع معها أمن مركزي أو غيره.. فهي ستقتلع اليابس والأخضر .. فإن النفوس إذا جاعت بطونها عميت ..وما أدراك ما الجوع يا سيادة الرئيس.. فما زال الجوع كافرا حتى الآن ..
انتهت الرسالة وأتمنى أن تجد طريقها إلى رئاسة الجمهورية ॥ فهي فعلا 'عاجلة' ولا تحتمل التأجيل
هناك 4 تعليقات:
الوصايا العشر (من حسنى إلى جمال مبارك)
فجأة شعر الطاغية (حسنى) بانهيار عضلى وجسدى، وأحس بدنو أجله فانتابه القلق أنه لم يوص ولى العهد (جيمى) وينقل له خبرته الطويييييييييلة فى الحكم، فأسرع وأيقظه من النوم وبادره بالقول:
- الظاهر يا جيمى يابنى مش ها الحق أسلمك المملكة بنفسى، لكن أنا كنت عامل حساب اليوم ده، واتعلمت من عمك حافظ الأسد، ورتبت الأمور مع عمو صفوت وعمو فتحي علشان يسلموك البلد لو أنا مت.
- مش يمكن يا دادى يستغلوا غيابك ويفرقعونى، وياخدوها منى؟
- ما يقدروش يابنى، احنا ماسكين عليهم بلاوى، وكلها تحت إيد أمك، وهما عارفين كده كويس. المهم أنا مجهز لك 10 وصايا عايزك تسمعنى كويس، وتصحصح، وتحطها حلقة فى ودنك. وقبل ما أبدأ فى الوصايا عايزك تفهم إنى قسمت بينك وبين أخوك (علوءة) الثروة والسلطة، ودول حاجتين مهمين: الثروة تسند السلطة، والسلطة تحمى الثروة. مش عايز واحد يطمع فى نصيب التانى، وأخوك فاهم إن الثروة الضخمة اللى معاه مش له لوحده، دى كتير كتير، وهى ملك لكم وأولادكم وأحفادكم. والسلطة كمان يا جيمى؛ أخوك له فيها نصيب، وممكن بعدين تبقوا تبدلوا مع بعض، لكن بدون طمع، الخير كتير أوى أوى.
- ماشى يا دادى، فين بقى الوصايا العشرة؟
- امسك القلم واكتب علشان ما تنساش:
(1) الأسياد والعبيد:
- لازم تعرف يا بنى إن الدنيا دى عبارة عن (أسياد وعبيد)، هِيّا طول عمرها كده. وكل زمن له أسياده وعبيده، وفى الزمن ده أسيادنا هما الأمريكان واليهود، والغرب عموما. دول ناس عفاريت تربعوا على القمة، واحنا ناس غلابة محتاجين ولا ألف سنة علشان نبقى زيهم. عايزك تسمع كلامهم وتمشى وراهم، واوعى تزعلهم فى أى وقت علشان يسيبوك فى حالك، بدل ما يعملوا فيك زى صدام.
- هما طلباتهم أيه يا دادى؟
- هما دلوقت عايزين حاجتين: (1) مساعدة إسرائيل والخضوع لها، (2) وفرملة الإسلام. وعلشان ترضيهم وما تستفزش البقر بتوعنا لازم تلف وتدور، يعنى تسمِّى إسرائيل (السلام)، والإسلام (الإرهاب). بالطريقة دى تقدر تمدح فى السلام، وتلعن أبو الإرهاب زى ما انت عايز.
- يعنى مطلوب منى إلغاء الإسلام يا دادى؟
- الحكاية مش سهلة كده، احنا بنحكم شعب مسطول، الناس هنا بتعتقد إن فيه آخرة وجنة ونار، دراويش وهبل!، علشان كده مش سهل انك تقاوم العقيدة دى مباشرة وعلنا، لازم تكون لئيم لأن الأمور الدينية حساسة. والمهم ان أسيادنا ما يكونش عندهم شك إنك مسطول زى الشعب، وخليك لئيم زى أبوك: لما كنت بزور أمريكا أول مرة اختبرنى فخامة الرئيس وقال لى نجيب لك سجادة علشان تصلي؟، أنا طبعا فهمت الملعوب وقلت له صلاة ايه ياريس؟، سيادتك مفكرنى عبيط زى الشعب المصرى؟، وكمان قلت لأمك تكون متحضرة وتسيبه يبوسها.
- دا عمو بوش؟
- بوش مين ياتُحفة، أنا دوِّبت 5 رؤساء أمريكيين، وعايزك تدوّب 10 لأنك هتبدأ الرئاسة وانت صغير. وخلاصة الكلام اننى كنت سباق، وقبل 11 سبتمبر بكتير، فهمتها وهى طايرة: منعت الحجاب فى التلفزيون، وحاولت منعه فى المدارس (وانت لازم تكمّل)، غيرت المناهج فى التعليم، شلّيت الأزهر والتعليم فيه، غيرت عطلة نهاية الأسبوع علشان أسهـِّل تغييرها ليوم الأحد، زي ما الأسياد عايزين. أيوه يابنى احنا لازم نسمع الكلام، هى العين تعلى ع الحاجب؟!. الشعب الأهبل بيقولوا عليا غبى وجبان، لكن دى نصاحة ولؤم، أنا بالطريقة دى حكمتهم 30 سنة، يعنى أكتر من الملوك الحقيقيين، ولو كنت بدأت صغير زيك كان ممكن احكمهم 50 سنة.
- نرجع لموضوع الأسياد والعبيد!
- أيوه يابنى؛ الكلام دا فى العلاقات الدولية، هما أسياد واحنا عبيد. أما داخليا ف احنا الأسياد والشعب كله عبيد، بما فيه أفراد الحكومة، كل الناس فى البلد دى عبيد عندك، ولازم تتصرف على هذا الأساس.
(2) لا تثق بالشعب المصرى
- الشعب المصرى يا جيمى سليل الفراعنة، شعب خطير مالوش أمان، طول عمره بيكرهنا، وطول عمره يحاول يقتل حكامه. خد بالك دايما؛ لا تأتمن أى مصرى إلا إذا كنت ماسك عليه ذِلة علشان يخاف منك. ما تروحش أى مكان يكون فيه ناس همج من الشعب، وامشى على نظامى: الأمن الخاص هو الجمهور، وهو المواطنين، وهو الموظفين والعمال اللى تضطر تتصور معاهم علشان تمثل انك مش متعالى ع الشعب. لكن اوعى عينك تغفل وتختلط أو تقرب من الناس الهمج، دول مش شعب، دول شياطين. وكمان خد بالك لا تأكل أو تشرب أو تلبس من أى شيء منتج فى مصر، انت شايف احنا كل أكلنا وشربنا ولبسنا من فرنسا يوم بيوم. استمر على نفس النظام.
- وأجيب ناس منين يساعدونى يا دادى؟، الحكومة يعنى؟!
- للأسف دول لازم يكونوا من الشعب، علشان كده أنا وضعت نظام حلو، عملت غربال محترم من أمن الدولة: كل من يُشك فى إنه متدين أو بيصلى أو شريف أو أمين أو نزيه أو وطنى (أو أى حاجة من الهجص ده) ما ينفعناش. أفضل ناس تتحكم فيهم وتذلهم ويفضلوا تحت رجليك هم اللصوص والمتسلقين واللى عايزين يقبّوا على وش الدنيا. ولازم قبل ما تجيبهم تكون ماسك عليهم ذِلة، لكى يشعروا انك أنقذتهم ويعبدوك. والصنف دا كتير فى كل المجالات والمستويات، كتير كتير، مش هتلاقى مشكلة فى توفير أى عدد منهم. احنا عندنا دلوقت حوالى مليون شغالين عندنا زى العبيد، وهم اللى بيحافظوا ع النظام لأنهم جزء منه. وأنا بصراحة سايبهم يسرقوا وينهبوا ويقتلوا علشان يفضلوا مرعوبين وكمان يحسوا بالنعمة ويحافظوا عليها. بكده هما مستعدين يموتوا من أجل بقاء النظام لأنه إذا سقط ضاعوا وفضحوا وصودرت منهوباتهم وأعدموا. دا السبب فى اننى مطمئن انهم هيرحبوا بيك لأن أى واحد تانى مش هيكون مضمون لهم، أنت وهم فى مركب واحد، والعدو (الشعب) واحد، يعنى بتاع ده شيلنى واشيلك!.
(3) امشى جنب الحيط
- الناس يابنى ما يعجبهاش العجب، لا عجَبهم عبد الناصر ولا السادات، أنا قلت ياواد يا حسنى تعمل ايه؟، ما هو اللى يشتغل لازم يغلط، والناس سِم بدنهم ان الكبير يغلط، ما هم فراعنة واخدين على ان الحاكم دا مش بشر. علشان كده انا لقطتها بسرعة وقلت أفضل شيء ان الواحد ما يشتغلش، وبالتالى ما يغلطش. وحياتك يا جيمى طلعت الفكرة اللى هيه: مشيت جنب الحيط فقعدت فى الحكم 30 سنة. إذن خد نصيحتى: ما تعملش أى حاجة، (امشى جوّا الحيط، مش جنبه)، سيب البلد ماشية لوحدها، الناس تعودوا ان مافيش حكومة وبيمشوا حالهم بعيد عنا.
- ماهو كده يا دادى الجرايد والتليفجان مش هيلاقوا حاجة يقولوها، عن الإنجازات يعنى!
- هأ هأ هأ، ماتخافش انا سايب لك إعلام ما حصلش يحول الفسيخ لشربات، هم بيألفوا الإنجازات ويروجوها. مفيش حاجة اسمها إنجازات، البلد دى مش وش ذلك، والناس هنا خسارة فيهم ان الواحد يتعب نفسه.
- يعنى ما ينفعش افرقع لى بُقين كدا، وشوية وعود أخدع بيهم الناس؟
- (منفعلا):افهم يابن الهبلة، هوا احنا بنبيع ترمس؟، هتعمل زى عبد الناصر؟، ماهو خد صابونة فى الآخر. انت ها تيجى لك الخطبة جاهزة، تقولها زى ماهيه وخلاص، ورجالتى اللى هتورثهم من بعدى هيقوموا باللازم.
- (غاضبا) انت يا دادى كل ما تكون مامى مش موجودة تشتمنى وتقوللى يابن الهبلة!
- ماعليهش يا جيمى، أنا متعود على كدا من أيام الجيش. أصل القائد بتاعى وانا فى الكلية الحربية كان دايما يقوللى يابن الهبلة، وأنا لما تخرجت لقيت الكلمة شبطت ف لسانى وبدأت أقولها للعساكر، ومش قادر اتخلص منها؛ مش فاكر لما قلتها للشيخ طنطاوى بتاع الأزهر؟.
(4) احذر السياسة والسياسيين
- العمل السياسى الحقيقي هناك فى الغرب، انما هنا فى بلادنا المتخلفة مفيش مجال للسياسة لأن الناس الهمج بتوعنا لو هتاخد رأيهم يبقى منتاش نافع.
- طيب وأجيب وزراء منين؟
- طريقتى أحسن طريقة: اختار موظف قديم من كل وزارة وعينه وزير يبوس رجلك ويعمل خده مداس، وبرضه تسيبه يسرق علشان يفضل مذلول لك. إنما بتوع الأحزاب تلاقى الواحد منهم عايز يعمل راسه براسك، يقولك سياستى وبرنامجى وخطتى!، وممكن يقدم استقالته، دوامة ملهاش أول من آخر. أنا ما عنديش وزير يستقيل، (أنا اللى أتِفُّه مش هو اللى يتفنى)، ولذلك انت شايف الوزرا بتوعنا: شوية خدامين يموتوا ف جلدهم لو قلنا هنعمل تغيير أو تعديل وزارى، كل واحد ينسب شغله لي ولتعليماتى، وكلهم فرحانين بالنعمة وخايفين تزول. انت فاكر البغل بتاع التعليم اللى كان اسمه بتاع دا؛ بهاء الدين؟، شفت ازاى كان بييجى لأمك يبكى علشان تتوسط له عندى وأسيبه شوية ف الوزارة؟، واهو عامل نفسه دكتور محترم.
- بصراحة يا دادى احنا مش ناقصنا غير حكاية الدكترة دى، ما كنتش تاخد الدكتوراه، أو تديهالى؟
- دكاترة ايه ياولد؟، انت مش واثق فى نفسك يابن الهبلة؟ دول شوية عبيد: شوف التانى كمان مش فاكر بتاع ايه اللى اسمه شهاب مفيد، نسى نفسه دقيقة واحدة واتكلم فى السياسة، ولما قررت أشوطه: فاكر لما لحس جزمتك؟، وقلنا نسخطه لوزير دولة مالوش قيمة علشان يكون عبرة، والغريب انه قبل الإهانة علشان الوزارة. شفت ازاى سياستى ناجحة؟
- طيب والحزب الوطنى؟
- حزب ايه يابن الهبلة؟، انت صدقت ان فيه حزب؟، أنا متعمد انه يكون حزب على الورق فيه شوية لصوص تحت السيطرة، واهو عبارة عن واجهة لتمثيلية الانتخابات.
- وليه ما نعملش حزب حقيقى؟
- هاتجيب ناس منين يا فالح؟، مش هم برضه الناس الهمج اللى بيكرهونا اللى هينضموا للحزب؟، وبعد شوية ياخدوها جد ويتقلبوا علينا؟. لا يا جيمى يا حبيبى؛ ابعد عن السياسة وغنّي لها. احنا عندنا 16 حزب (على الورق) تحت السيطرة، كل حزب عبارة عن رئيس وجريدة. أمن الدولة هى اللى أنشأتهم وبيديرهم ظابط منها، ودول بينفعوا لما بنحتاج نمرر حاجة: الإعلام يقول: 16 حزب يؤيدون الحكومة، ولما عملنا تمثيلية انتخابات الرئاسة أهم نفعونا؛ مجموعة رشحناهم كمنافسين لى، ومجموعة أيدونى. وفيه كمان 3-4 أحزاب فلتوا من تحت السيطرة، ولكن انت شايف الأمن شالل حركتهم وشغال عليهم ليل نهار. عايزك تاخد بالك: لو أي حزب فلت من تحت ايدينا وقدر يوصل للناس الهمج تبقى مصيبة؛ لأن الناس بتكرهنا، وإذا وجدوا بديل هيمشوا وراه زى الغنم وتبقى واقعة سودة. كمان باحذّرك ما تمشيش ورا الناس الهمج، لو شعروا إن رأيهم مسموع يبقى يا ويلك يا سواد ليلك: هيتشجعوا ويتمادوا وهتفتح باب ما ينسد. انت شايف سياستى: الناس تقول يمين: أروح شمال، يرفضوا وزير أسيبه على قلبهم 20 سنة لما يعفن فى الوزارة، حتى وزير الثقافة اللى عنده شذوذ جنسى، عمرى ما فكرت أشوطه لأن ده يبقى خضوع للشعب الهمجى، ولولا انه شايف نفسه حبتين كنت عملته رئيس وزرا.
(5) جوّع شعبك يتبعك
- دي حكمة تعلمتها من القذافى، كنا بنقول عليه مجنون ومريض نفسيا، لكن طلع فعلا ولد ذكى. ليبيا دولة غنية وشعبها مش كتير، وكان ممكن ينغنغ الناس فى فلوس البترول؛ لكنه فاهم إن الناس لو شبعت هتستريح وبعدين تتدوّر عليه. أنا بصراحة عملت زيه لأن الهمج بتوعنا لو شبعوا يبقى يا ويلنا. لازم الناس يفضلوا يلهثوا ورا لقمة العيش، وورا تعليم أولادهم، وورا العلاج؛ ودا السبب فى انهم انشغلوا عنا. اوعى تنسى الحكمة دى (جوّع شعبك يتبعك): أى حاجة تريح الناس أو تعمل رواج فى البلد لازم تتضرب من تحت لتحت. فاكر أنا عملت إيه فى شركات توظيف الأموال؟، وشايف أحوال التعليم: أنا تركته يتدهور وينتقل للدروس الخصوصية فى البيوت لشغل الناس وإلهاؤهم. كمان انتشار الأمراض مهم؛ من مصلحتنا إن الناس تتلهى فى الجرى ورا الدكاترة والعلاج، ومن مصلحتنا نسيب الدكاترة والمستشفيات الخاصة يسرقوا المرضى: منهم ينشغلوا، وكمان نستنزف فلوسهم. والأمراض اللى بتقص أجلهم زى التهاب الكبد والكلى والسرطان كلها خير ومطلوبة، ويجب تركها تحِش فيهم. وتاخد بالك الحاجات دى من تحت لتحت، يعنى أنا مثلا لما وزير صحة مش فاكر مين جالى وقال لى يا ريس التهاب الكبد الوبائى عمّال ينتشر، ونسبة اللى عندهم فيروس سى زادت عن 50%، قلت له: وعايز إيه يعنى؟، عايزنا نصرف ميزانية البلد على علاجهم؟، قال لا أنا أقصد ناخد إجراءات وقائية فى العيادات والمستشفيات وعند الحلاقين، وكفاية اللى أصيبوا وننقذ الجيل الجديد!. قلت له: أنا حُشتك؟، روح اعمل ما بدالك. قال لازم نصدر قانون للإلزام بتعقيم الأدوات، قلت له وماله. وقبل ما يوصل مكتبه كنت شايط الوزارة كلها علشان ما يظهرش اننى كنت أقصده هوه. ولما قالوا نصنع دوا علاج التهاب الكبد، قلت لا اصنعوا (الفياجرا) علشان نبسط الناس.
- برافو عليك يادادى!
- وكمان مفيد هنا اننا نسيب التلوث ينتشر، على الأقل يساعد في الحد من الزيادة السكانية، لأنى مش عارف إيه الشعب الحديدى ده؟: أمراض وجوع وتلوث؛ وعمّال يزيد فى العدد. كان عمك يوسف والى قايم باللازم، لكن الغبى كشف نفسه، والصحف عملتها لبانة (خصوصا انه يهودى)، فاضطريت أشوطه. لكن عموما الأمور ماشية كويس لأن إسرائيل واخدة بالها من موضوع التلوث ده وبتورد لنا بلاوى. كمان أنا سايب البلد مفتوحة لكل السلع الفاسدة بما فيها المواد الغذائية، ووافقت لأسيادنا انهم يجربوا المواد الغذائية الجديدة المهندسة وراثيا فى الشعب المصرى، مش هما بيقولوا فى المثل لحمة الكلب تسند القلب؟؛ خليهم ياكلوا ويتلهوا عنا. والمهم فى الحاجات دى انها بتقضى ع الناس ببطء، لأننا لو عملنا إبادة جماعية فورية تبقى مشكلة.
(6) البيوت الزجاجية
- انت عارف المثل اللى بيقول (اللى بيته من إزاز ما يرميش الناس بالطوب)؟؛ عايزك تحطه حلقة ف ودنك. المخابرات فى أمريكا واسرائيل والغرب عموما ناس مش بتلعب، دول فاهمين الدنيا كويس وفاهمين طبايعنا. كل حاكم فى دول العبيد اللى زينا له عندهم ملف أسود، يقدروا يطلعوه فى أى لحظة و(يفنِّشوا) اللى يدوس لهم على طرف.
- والملفات دى جابوها منين يا دادى؟
- منين؟!، هأ هأ؛ انت مش سبق قلت لى أيام ما أخدوك الأمريكان يعالجوك من الإدمان إنهم كانوا مهتمين بيك وبيصوروك 24 ساعة؟
- يا سلام، دى كانت أيام ممتعة!
- أيوه يا سيدى، آهم بسطوك وجابولك أحلى بنات وصوروا كل حاجة، وعملولك ملف، وهما عارفين إن شعبنا متخلف ومؤمن بالشرف والآخرة!
- طيب ليه يعنى؟!
- علشان انت ابن رئيس، وطول ما انا موجود يهددونى بيك، ولما يوصلوك للحكم بعدى تفضل عايش مهدد وتسمع كلامهم.
- طيب ما انت كنت (ابن بواب محكمة) مش ابن رئيس، عملوا لك ملف امتى وليه؟
- ملفى اتعمل بعد ما وصلت للحكم؛ ورطونى فى حسابات فى سويسرا وقتل معارضين ومؤيدين (مثل رفعت المحجوب)، وحاجات كده. فهمت متأخر بموضوع التسجيل والملفات؛ وبدأت العملية تجرجر، مع إنى من أول يوم كنت مطيع ومسلّم لهم وعايز أحافظ على الأمَلَة اللى السادات حطنى فيها، وقلت يوم ما أقسمت اليمين: السادات قال 99% من أوراق اللعبة فى إيد أمريكا، أنا با أقول 100%. لكن هم ما بيآمنوش للعرب، بيخافوا نقلب عليهم زى صدام كده، علشان كده خلوه عبرة المسكين، ولو كان له ملف من الأول ما كانش يعصلج ولا كان حصل اللى حصل.
- يعنى الملف بتاعى مصلحة بأه؟!
- فالح يا خويا!.
(7) أوعى تعمل عنترة!
- عايز أحذرك؛ اوعى حد يضحك عليك ويقولك اعمل عنترة وتاخد أى خطوة مجنونة علشان الشعب يحبك، ملعون أبو الشعب، الشعب دا آخر حاجة نفكر فيها، وسبق قلت لك الشعب ده يمشى كويس بجزرة دبْلانة وعَصَاية مكسورة.
- خطوة مجنونة زى إيه يا دادى؟
- انت مش مرة قلت لى نسحب سفيرنا من إسرائيل علشان نبسط الناس بعد مذبحة البتاع ده ف غزة؟. هو احنا قد اسرائيل واللا أمريكا؟؛ بلاش هبل!، انت عايزهم يفنِّشونا؟. سبق قلت لك دول أسياد واحنا جنبهم عبيد. يعنى الناس تكره اسرائيل زى ما هى عايزة، إنما يورطونا ف حاجة احنا مش قدها: لا وألف لا. حد يقولك سيب الناس (فى السر) تقاطع أمريكا واسرائيل واللا حتى الدنمارك؛ برضه لا لأن مافيش حاجة اسمها سر، ودول سامعينا دلوقتي وعارفين حتى ماركة الفانلة اللى انت لابسها. لو اتزنقت ف تصريح تقول احنا ناس عاقلين وواقعيين، واحنا التزمنا بأن السلام خيار استراتيجي، ودى علاقات وشرعية دولية وارتباطات تحكمها معاهدات، وهكذا. إسرائيل تحاول تستفزنا ويقتلوا كام عسكرى ع الحدود: ولا حاجة، العساكر عندنا كتير. واعى تبص للناس المتهورة زى حسن نصر الله، واسماعيل هنية، وخالد مشعل، وأحمدى نجاد، وشافيز وغيرهم؛ دول ناس قبوا فجأة والمخابرات الغربية ما لحقتش تعمل لهم ملفات، وبعدين ها يروحوا من أمريكا واسرائيل فين؟!. ولما تتزنق فى بيان إدانة لمجازر أمريكا أو اسرائيل؛ تاخد بالك لازم تتصل بسفيرهم عندنا بنفسك، وتبين له احترامك له وتفهمه إن دا مجرد كلام لامتصاص غضب الناس، وهم بصراحة بيقدَّروا وبيقولوا لى (ما تقلقش)، احنا فاهمين. يعنى خد بالك التصريحات وكلام الاستهلاك الإعلامى حاجة، والواقع حاجة تانية خالص. انت مش شفت لما أنا سمعت الكلام ومشيت جنب الحيط عمَّرْت فى الرئاسة قد إيه؟.
(8) الجيش والبوليس والقضاء
أهم حاجة هاسيبها لك هى الجيش والبوليس. أنا ظبَّطت الجيش بحيث يستحيل يعمل انقلاب. معاهدة السادات مع اسرائيل خدمتنى فى تخفيض أعداد الجيش ونزع سلاحه. كمان أنا شغـَلت الجيش بالترفيه والبيزنس والحفلات والمشاريع الخاصة، ودا يجب أن يستمر علشان تأمن شر الانقلابات. وخد بالك هم ناس جد وبيحبوا البلد، ولو شغّلوا مخهم لحظة هيقلبوا عليك.
والبوليس يابنى بيساعدنا كتير فى تزوير الانتخابات والقضاء على الخونة المعارضين ومنع وجود أى بديل يقدر يلم الناس حواليه. وطبعا كان لازم أسيبهم براحتهم مقابل خدماتهم للنظام، وهم عارفين طريقهم وبيلقطوا رزقهم من الناس، وأنا سايبهم متعمد علشان يحافظوا على النعمة اللى هم فيها. كمان لازم تبقى عارف انهم مسيطرين على كل حاجة، ومافيش حاجة تحصل إلا بعلمهم. يعنى مثلا شرطة المخدرات هى اللى بتدير تجارة وتعاطى المخدرات (والمخدرات مهمة لإلهاء الشعب وتخديره)، وشرطة الآداب تدير تجارة الدعارة اللى بتجيب دخل كويس وبتستخدم وقت اللزوم، وشرطة التموين تدير تجارة الأغذية الفاسدة وهكذا؛ الخيوط كلها ف إيدى. يعنى ما فيش أى حاجة تحصل فى البلد دى إلا بعلم النظام طبعا، لأنك لازم تتحكم فى كل شيء، وكمان تقدر تقلب على أى حد يلعب بديله فى أى لحظة. بهذه الطريقة؛ البوليس ماسك البلد وعنده تمويل ذاتى، وكله من الشعب الأهبل.
أما القضاء فهو مشكلة لأن القضاة منفوخين ومفكرين نفسهم مستقلين عن سلطتنا، علشان كده أنا غيرت الدستور لأمنعهم من دس أنوفهم فى الانتخابات.. لازم دايما يكون عندك وتحت إيدك بعض القضاة التابعين من اللى بياخدو رشاوى، تمسكها عليهم وتديهم مناصب ويكونوا هما اللى ف الصورة، أما اللى عاملين شرفا وبيكرهونا زي عشماوى دا اللى سممناه فلا تتردد فى الخلاص منهم، والقتل أحسن طريقة.
(9) وسائل الإعلام
كمان من هم أدوات القوة اللى ها سيبهالك وسائل الإعلام اللى ظبـّطتها لك علشان هتساعدك كتير. عندنا دلوقت جيش من الطبالين والزمارين يقدروا يقلبوا الأبيض أسود والأسود أبيض. أنا قضيت على أى إمكانية لظهور رأى آخر (مؤثر)، قفّلت الصحف المعادية وجمدت أحزابها، ومنعت ظهور قنوات أو إذاعات معادية. خد بالك فيه 3 خطوط حُمر: (ما فيش حاجة اسمها حرية صحافة، ولا حرية تكوين أحزاب، ولا استقلال القضاء)، لو فقدت السيطرة على هذه الثلاثة هتروح فى شربة ماء لأن الناس بتكرهنا ولو وجدوا الفرصة هيشوطوك وتلاقى نفسك متعلق على باب زويلة. فيه كمان البتاع ده اللى اسمه (الإنطرنط) أنا مش فاهمه، الناس بتقل أدبها علينا فيه ومش عارفين نطولهم لأن الكمبيوترات داخل البيوت، لكن هاييجى يوم نحرقه. عندك 16 حزب تحت إيدينا ممكن يصدروا صحف كتير، واهى اسمها صحف معارضة، وفيه صحف سميناها مستقلة وسيبنا أصحابها يعلوا صوتهم؛ لكنهم تابعين لنا وبينفذوا سياسة مرسومة، أنا مش فاهمها لكن بيقولوا ماشية كويس. الإعلام يابنى له دور خطير فى عملية غسل مخ الناس، الناس فى مصر مخها زنخ ولازم من الغسيل كل لحظة. خد بالك من الصحف القومية، ومهم جدا الاهتمام باختيار رؤساء التحرير: لازم يكونوا وسخين ورداحين واولاد غسالة، وكمان لازم تسيبهم يسرقوا وتمسك على كل واحد منهم ذِلة علشان يفضل زي الكلب يسمع الكلام، لأنهم بيضطروا يقولوا كلام مش مؤمنين بيه وممكن يقلبوا عليك فى أى لحظة. ولازم كل فترة تحبس لك كام صحفى: اضرب المربوط يخاف السايب؛ فاهم؟. بالبوليس من ناحية والإعلام من الناحية التانية تقدر تكسر إرادة الناس وتوصلهم إلى أعلى درجات الإذلال واليأس فلا يملكون إلا الاستسلام.
(10) نحن والعرب
خد بالك ان العرب عمرهم ما هيتوحدوا ولا هيتفقوا، لأن العربى زى القرع يمد لبرَّة. مفيش عربي قراره من دماغه، كلهم زينا كده عبيد للأسياد الخواجات. علشان كده كل ما نتفق على حاجة ما تمشيش لأن الأسياد بيقولوا مش موافقين. لكن مافيش مانع اننا نبيع كلام ونعمل مؤتمرات واجتماعات؛ لكن بشرط اننا ما نزعلش الأسياد. يعنى مثلا لما أمريكا استفزت الناس واستخدمت الفيتو للمرة الخمسين بعد مذابح اسرائيل فى البتاع ده، عملنا اجتماع وزراء خارجية وفهّمت العرب قبل الاجتماع انّى مش هاقدر أقطع العلاقات مع اسرائيل، وسيبناهم ياخدوا قرار (كده وكده) برفع الحصار المالى عن الفلسطينيين. وعلشان تعرف طبيعة العرب: أنا قلت أسبّق واتصل بسيدى وسيدك بوش أعتذر له عن القرار وأعرّف فخامته إن القرار مجرد كلام ولن ينفذ، وكنت فاكر انى سبقت الملوك والرؤساء العرب، لكن وجدت إنهم سبقونى . لكن رغم كده مطلوب شوية مجاملات علشان نحرجهم بالذوق ونمنع وسائل الإعلام العربية الكثيرة من أن تفتح علينا باب ما ينسد زى ما كانت ليبيا والعراق وسوريا بيعملوا زمان قبل ما نتفاهم مع بعض من خلال مؤتمر وزراء الإعلام العرب (برعاية أمريكية). وكفاية علينا بتاع قطر اللى مسلط علينا (الجزيرة) لأنه بيحتمى فى أمريكا واسرائيل ومش همُّه حد من الحكام العرب، بحجة حرية الإعلام.
كمان مطلوب ان المصرى ما يكونش له كرامة خارج مصر، علشان مايتعودش على كده، والمصريين كتير قوى فى الدول العربية ولازم تكون فيه مجاملة مع الدول دى علشان تسمع الكلام وتذل المصريين لأن المصرى لا يعرف قيمة أمه إلا بعد ما يشوف مرات أبوه. وخد بالك يابنى مصر أغنى من كل الدول العربية، لكن دا سر يجب كتمانه لأن زى ما قلت لك (جوع شعبك يتبعك)، دخل البترول بتاعنا سر حربى لأنه كتير خالص، ومش عايزين الشعب يحس.
وأهم حاجة يا جيمى: مالناش دعوة لا بفلسطين ولا العراق أو لبنان ولا حتى السودان، دى بلاد تحت إيد قوى دولية احنا مش قدها. يقولوا لك الجوار والقدس والمقدسات: كل دى حاجات ماتهمناش، كل واحد يدور على مصلحته. وعمك بوش هيقسِّم معظم الدول العربية، ومعاه حق علشان مصالح أمريكا، ولما ييجى علينا الدور ما تعصلجش وخليك لئيم زى ابوك؛ قسّمها بينك وبين أخوك. مفيش حاجة اسمها دفاع عربى مشترك، ولا أخوّة وجوار والهجص ده، كل واحد عارف مصلحته؛ فى دى خليك منوفى ابن منوفى.
= دى الوصايا العشرة اللى عايزك تحطها حلقة ف ودنك، وعايزك لما أموت ماتنساش تكرمنى وتخللى قبرى مزار زى عمك حافظ الأسد، وعايز كمان تحط اسمى على ميدان رمسيس، وأنا سهّلت لك المهمة بإزالة تمثال رمسيس، واسمى موجود من زمان على محطة المترو بتاعة رمسيس. كمان عايزك ما تفتحش كلام كتير عن دورى فى حرب اكتوبر، علشان نقفل ع الموضوع وينسى الناس، لأنهم ممكن يستغلوا غيابى ويفضحوا حكاية الضربة الأولى، لأنها زى ما انت عارف مش حقيقية.
مقال جميل جداً
تحياتى لك
وشكراً على أمانة النقل
والتحرير الجيد
بسم الله الرحمن الرحيم
اول مادخلت البلوك بتاعك صفنت بالصور اتفرج شوي شوي وعلى مهلي... واقول ماشاء الله ايه الناس اللي تشرخ القلب ده... ماشاء الله رياضه والناس مفرفشه ومنعنشه وكلها حيويه... وضليت اتفرج على اللون الابيض اللي لابسينه واقول ماشاء الله الصور جميله جداً... وحين انتهى طابور الصور صعقت بطابور الجياع... الكلام اللي كاتبه عن جوع اهل مصر... من اهم الدول في السياحه والزراعه... حصل ايه؟؟؟ انصدمت وانا اقرا ماكتبته عن مورد الغذاء خضرا قديمه... ورجلين فراخ... و الطامه الكبرى لما قريت دجاج ميت... انت بتكلم بجد؟؟؟ فين الاعلام من الكلام ده؟؟؟ استغفر الله العظيم... هم الرؤساء العرب مفيش بقلبهم رحمه... هو حصل ايه في قلوب الناس ده ماتت؟؟؟ تبلدت؟؟؟ ولا تحنطت؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل
هم المسؤولين لما يناموا وبطنهم وبطون ولادهم مليانه برتاحوا؟؟؟ مابفكروش بالشعب؟؟؟ طب ليه صار رئيس طالما انه مش قد المسؤوليه؟؟؟ الاموال ده كلها بتروح فين؟؟؟ وايه لازمه البناء والتطوير اذا كان الشعب بيموت من الجوع؟؟؟ الجيل الجديد حيعاني من سوء تغذيه على هذا الحال... وهو ده اللي عاوزينه جيل مريض عشان يبرطعوا اكتر ماهما مبرطعين.
كلمه اخيره... لكل مسؤول حرامي يبص لاخرته ايه؟؟؟ في الاخير كلنا ميتين ليه نروح بكل الذنوب ده طب اعمل خير قبل ماتموت يمكن يغفر لك ربنا عذاب القبر والنار... ربنا يهدي الجميع
كان الله في عون الشعب المصري.
رسالة طويلة من رسائل جديدة تحمل فكر المقاومة القانونية زورنا فى مدوناتنا تجد ما يشجعك فى حب مصر
مجلس الدولة
القضاء الإدارى
الدائرة الأولى أفراد (ا)
السيد المستشار / رئيس محكمة القضاء الإدارى
نائب رئيس مجلس الدولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمه لسيادتكم الدكتور / حامد صديق سيد مكى بصفته مدعيا
والمقيم برقم 5 شارع الوحدة الصحية والمتفرع من شارع طريق كفر طهرمس – فيصل الجيزة ومحله المختار مكتب الأستاذ / عوض الله عبده شراقه المحامى بالاستئناف والكائن بعمارة الغليون ميدان الجيزة تليفون 35733164
ضد
السيد / رئيس مجلس الشعب بصفته
السيد / رئيس لجنة انتخابات الرئاسة بصفته
السيد / المستشار النائب العام بصفته
الموضوع
سبق وأن تقدمت بدعوى قضائية أمام ذات المحكمة الموقرة تطالب بوقف والغاء القرار السلبى المتضمن امتناع المطعون ضدهم من المطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بتهامة الخيانة العظمى والاعلان عن خلو منصب رئيس الجمهورية وفتح باب الترشيح لانتخاب رئيس جديد، وكان التأصيل القانونى للدعوى يرتكز على مواد الدستور المتعلقة باختصاصات رئيس الجمهورية وقانون محاكمة رئيس الجمهورية، إلا أن المحكمة قضت بعدم اختصاصها ولائيا لنظر الدعوى دون الاحالة على سند أن المطالب تدخل فى اطار ونطاق العمل التشريعى وليس العمل الادارى أى أن موضوع النزاع لا يدخل تحت النزاعات الادارية، ومع ذلك تم الطعن على الحكم أمام المحكمة الادارية العليا والتى لم يحدد لها موعد لنظرها حتى تاريخ تقديم هذه الدعوى، ولكن نظرا لتطور الوضع واستجداد جديد فى الشارع المصرىوالذى أوجب على كل مصرى له عقل وقلب وسمع وبصر وبصيرة وتقوى ومرؤة وخشية فى الله ولله أن يكون له موقف ويسجل ما قد يكون دليل لما قدمته يداه ليوم لا ينفع فيه مال ولا سلطان فلا ينجيه ضعفه ولا يشفع له شفيع من دون الله، والجديد الذى حدث فى الشارع المصرى هو جرائم القتل المتكرر والذى يهدد بإبادة الجنس المصرى فما له إلا أن يفر هاربا الى البحر فلا يجد إلا الموت ملاقيه، أو عن طريق البر فلا يجد إلا المطاردة والملاحقة حتى يكون السجن والمعتقل منتهاه، ولا الى الجو ليجد الفسوق والفجور صداه، وإذا كانت المحاكم الدولية سواء كانت محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية هى المختصة بمحاكمة القائمين على مثل تلك الجرائم فهذا ما كان إلا لهدف سياسى بحت يستفاد منه لابتزاز الدولة، فالشعب الذى لا يستطيع أن يحاكم من أنجبه واختاره واصطفاه وولاه فلا خير فيه ولا نفع، فمن ثم النار أولى به، والشعب الذى ينتظر أن يدافع عنه من يتربص به ويقتل منه بمختلف وسائل القتل المادى والمعنوى ليل نهار دون شفقه أو رحمه فهو يستحق الذل والهوان والعذاب فى الدنيا، لقد خلق الله الناس أحرارا وكفل لهم معيشتهم وأمنهم وآمانهم، وأمن لهم مستقبل حياتهم، ولم يخلقهم عبيد ليعبد بعضهم بعض، لذلك جعلهم سواء ومتساوون لا فضل بين كبيرهم وصغيرهم، ولا بين أغناهم وأفقرهم، ولا بين أعلاهم وأدناهم، ولا بين قويهم وضعيفهم، ولا بين صحيحهم ومريضيهم إلا بالتقوى والتى تعنى أن معيار التفاضل بين الناس ليس فى مقدور الناس فرادا أو جماعة تحديده حتى ولو كان الشعور محسوس أو ملسوس فهو شعور واحساس روحانى قد يلمسه الانسان نفسه فى تعامله ومعاملاته مع غيره من بنى جنسه أو غير جنسه، فالتفاضل بين الناس وإن كان ميزانه التقوى وأن الذى يزن هو الانسان نفسه إلا أن الرقيب هو الله وحده وليس الناس، لذلك فهم فى الاصل متساوون يتفاضل بعضهم على بعض ظلما وعدوانا وعلوا واستكبارا، إما بسبب المنصب والسلطان، أو الكرسى والمال، أو العقل والعضلات، أو الحسب والعشيرة، أو النسب والذخيرة، ومع ذلك استطاع الانسان المعاصر أن يجد معيار غير التقوى ليفاضل بعض الناس عن بعض وليقرب بعض من بعض وهو معيار القانون الذى انتصف بين الكفتين وأخرج منها استثناء التقوى واستبدلها باستثناءات أخرى جعلها فوقه فلا يستطيع توقيفها فهى خارجه عن رقابته وولايته كالحصانة القضائية والحصانة البرلمانية والحصانة الحكومية، وحتى لا يكون متناقضا جعلها دونه بشروط،، إلا أن الرقيب على القانون وتطبيقه لما انتزعت منه التقوى وأصبح فى وضع المفضول رغم أنه من صنيع القانون وليس مصدر القانون كان الظلم والعدوان والعلو والاستكبار شيمة القانون ورجاله، حتى أصبح القانون فى مصر لا يقوم إلا على الظلم والعدوان فهو جاء ليحمى ظالم وليعتدى على المظلوم، فالعدل مفقود فى وجود القانون، والظالم مولود فى حماية القانون ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودليل ذلك موضوع الدعوى الماثلة والتى تطالب بطريق غير مباشر محاكمة رئيس الدولة ورئيس الحكومة وفقا للقانون والشرعية الوطنية لأن الشرعية الدولية لا تقترب من مصر لأسباب سياسية تبينها بروتوكولات حكماء صهيون، فمحاكمة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ليست مستحيلة فى ظل القانون الحالى فى مصر فهى ممكنة لوجود ما لا ينفيها فى القانون العام والممثل بالدستور خاصة المادة 85 منه والتى تنص على أنه "يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكاب جريمة جنائية بناء على اقتراح مقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل، ولا يصدر قرار الاتهام الا بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار الاتهام، ويتولى الرئاسة مؤقتا نائب رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء عند عدم وجود نائب لرئيس الجمهورية أو تعذر نيابته عنه، مع التقيد بالحظر المنصوص عليه فى الفقرة الثانية من المادة 82 ، وذلك لحين الفصل فى الاتهام . وتكون محاكمة رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها واجراءات المحاكمة أمامها ويحدد العقاب، واذا حكم بادانته أعفى من منصبه مع عدم الاخلال بالعقوبات الأخرى"، إلا أنها بشروط حقيقتها ليست تشريعية وإن كانت عملا برلمانيا بحتا مما يكون وجوب تحقيقها وتطبيقها يتطلب عملا إداريا بحتا وهو الاقتراح المقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب والذى أصبح تكليف لا بد من الاتيان به عند توافر أدلة الاتهام وفقا للدستور، فالاقتراح المقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب يجب أن تسبقه مواد اتهام، فإذا تقاعس أعضاء مجلس الشعب عن الاتيان به فى وجوده كانت المشاركة فى الجريمة ثبتت فى حق أعضاء مجلس الشعب، والاتيان بمواد الاتهام هو عمل إدارى وليس تشريعى أو قضائى لأنها تتعلق بأعمال وقعت بالفعل نتيجة الادارة وطبيعة العمل والمعاملة والتعامل، وإذا امتنع مجلس الشعب أو رفض تقديم اقتراح اتهام رئيس الجمهورية بجريمة من الجرائم المحددة حصرا (الخيانة العظمى والجرائم الجنائية) عند وقوعها أو ارتكابها فإنه قد يكون خالف القانون ومنع تطبيقه واستغل منصبه وتعسف فى استخدام وظيفته، الامر الذى يستوجب مراقبة القضاء المختص لهذا العمل الادارى، خاصة إن كان العمل التشريعى يقع تحت رقبابة المحكمة الدستورية، وإذا كان الاتهام أو اجراءات الاتهام هو اختصاص النيابة العامة الامينة على الدعوى الجنائية، فإن امتناع أو رفض النيابة العامة من أداء دورها المنوطه به ووظيفتها المختصه بها والمتخصصه لها والمتمثل فى اجراءات الاتهام وفقا للقانون، فانه يوجب تدخل القضاء للفصل فى ذلك فهو المختص للفصل فى المنازعات، أما إذا رفض القضاء أو امتنع تحت أى ذريعة من ذرائع منتجاته واخراجاته كعدم الاختصاص أو انعدام الصفة فقل على الدولة يارحمان يارحيم، حتى ولو اجتمعت الانس والجن لمناصرتها وتعزيزها، لأن فى الاصل لا تقوم دوله عن ظلم، وإن قامت لا تستقيم، وإن طالت لن تدوم، وهذا الذى حدث فى مصر، فرغم ثبوت الاتهام فى حق رئيس الجمهورية والحكومة إلا أن مجلس الشعب تقاعس عن تقديم اقتراح بالاتهام، والنيابة العامة امتنعت ورفضت التحقيق فى الاتهام، والقضاء هرب كعادته بدهاء الثعلب وذكاء الديب وعلم ابليس فكان هذا هو مصير الشعب المصرى الذل والهوان والقتل والاعتقال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فليس لها من دون الله كاشفة.
فالذى حدث جديدا فى الشارع المصرى من جريمة القتل العمد والذى راح ضحيته ألاف المواطنين البسطاء ومنها كانت جريمة القتل العمد فى البحر وذلك بإغراق أكثر من ألف مواطن فى سابقة تاريخية ليست بفعل حرب أو ظروف قاهرية أو غير ارادية والتى كانت بسببها الدعوى الماثلة والذى اثبتت لجنة تقصى الحقائق دور رئيس الجمهورية والحكومة فيها حيث هو المسئول الاول عن حماية الارواح والممتلكات لما له من اختصاصات ومخصصات والتزمات ومسئوليات بنص الدستور وهى المبينة فى المواد التالية " 73، 74، 75، 79، 80، 81، 82، 83، 100، 101، 102، 108، 109، 112، 113، 132، 136، 137، 138، 139، 140، 141، 142، 142، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 141، 152، 159، 164، 189 202" ويمكن ذكرها بشئ من التفصيل وكلها مجتمعة ومتشابكة جعلت كل شبر، وحدث، وتغيير، وأمر، وتعيين، واستقالة، واقالة، ومحاكمة، وتبرئة، واعتقال، وتعذيب، وامتهان، وقتل وإذلال وتهريب أموال، واستمرار شخص في منصبه في يد رئيس الجمهورية وحده فقط، ولو أراد أن يجبر المصريين على ترك دينهم وارسالهم وراء الشمس دون محاكمة لفعل دون أن يعترض طريقه كان من كان لولا إرادة الله المانعة ولطفه بعباده خاصة منهم الضعفاء، فقد استطاع طيلة حكمه من مسح وحذف والغاء كل مَنْ حوّله ليتحولوا إلى أصفار لا تساوي جناح بعوضة لو اجتمعت على رأي مخالف لرأيه، فلم يقوم بتعيين نائب له وذلك لأته لن يتخيل أن تتجمع قوة وسلطة وسطوة في يد شخص آخر غيره حتى لو كان ابنه، والثاني أن لا يتكرر ما حدث لجمال عبدالناصر والسادات، فقد طن أنه الأعلى حظا والارفع مقاما ومكانا، والاكثر ذكاءا وقدرة وكفاءة وعبقرية ونقاء جنس ودماء، وأنه السيد والشعب عبيد تحت قدمه، وذلك بفعل رجاله المصنوعين على عينه فكلما تفوهه بكلمة صحيحة أو خطأ أو معلومة مشوهة أو عرضت فكرة ساذجة أو تحدث في أمور لا يفقه فيها، وجد مصر كلها في اليوم التالي تشيد بعبقريته وحكمته، البالغه ورشده الرشيد، والحقيقة كان ذلك بفعل ارهابه والقائم عن طريق أجهزته الامنية المرصودة بكلاب قصره وزبانينه وعملائه، ففي عهده دخل السجون من المصريين فى مصر وغيرها أكثر من ربع مليون مواطن، وهناك مئات قضوا أو تشوهوا في عمليات تعذيب لا قبل لبشر بها وكأنها صورة من صور عذاب يوم القيامة وهى أهون بكثير فرغم أن الله أرحم بعباده إلا أنه شديد العقاب، والالوف المألفة من القتلى إما فى البحر غرقا بدليل العبارة سالم اكسبريس والسلام 98، وأفواج الهاربين فى البحر بحثا عن حياة أفضل، وكان أمرا طبيعيا أن تصنع جمهورية خوف وارهاب كجمهورية النازى هتلر والفاشى ماسيولينى، وكان على علم بما يجري من مهانة وقهر وقمع وتعذيب وانتهاك وقتل واغتصاب وتشريد، قطعا كان الرئيس قائم على كل ذلك تماما، ويقرأ التفاصيل كاملة في صحف المعارضة، وتأتيه ملفات تفصيلية عن أوجاع وأحزان المصريين والظلم الذي يتعرضون له من أجهزة حمايته، لكنه لم يبالى وكأنه يشعر بسعادة غامرة، فقد ظن بل روج له من قبل عبيده المقربين (الحزب الوطنى الديمقراطى)، أنه لو علم بما يجري لهم ليسارع بانقاذهم، فهو المنقذ والمُخَلِّص لهم، فكانوا ينشرون في الصحف اعلانات استجداء واستغاثة لكي يتدخل، ويأصُمّ أذنه، فمن يجيب، لقد سعى الرئيس الى مطاردة كل ناجح وفالح يريد لمصر خيرا، إما بالتشريد أو الطرد أو السجن أو القتل، فالامثلة كثيرة لا داعى لسردها، فهو المسئول الاول بلا منافس عما حدث لمصر من خراب ودمار ونكسه وانهيار فى كافة المجالات فهو يقرأ تفاصيل عالم الرعب الذي يعيشيه الشعب، ويتابع سرقات المال العام، فلم يهتم بملفات المخابرات ومباحث أمن الدولة التي فيها تفاصيل دقيقة عن كل مسئول فى الدولة خاصة المقربين من السلطة ورجال الحزب الوطنى، وماذا يحدث لو خرجت هذه الملفات وطلبتها المحكمة حتى تحقق عن حقيقة الاتهام، وعن الاتصالات مع اسرائيل، وعن التقاسم مع رجال الأعمال، وعن عالم الكيف وتزوير الانتخابات والبلطجة وتجاوزات سيادة القانون، إنها كارثة لا تبقي ولا تذر. ولو تم نشر ملفات المخابرات ومباحث أمن الدولة لما بقى الرئيس وأهله ورجاله فى مصر يوما، فيكفى نكثه بالقسم على أن يحترم الدستور والقانون والوطن والمواطن، ورفض تعيين نائبا له، وحكم مصر بالحديد والنار وقوانين الطواريء وترك البلد ينزف، وأفسح المجال للصوص والنهابين والهبارين ليتقاسموا مصر، فهو المسئول عن الأمراض التى أكلت أجساد المصريين، وعن مصرع الخبراء العسكريين المصريين عبر أجواء نيويورك، بل قام بقتل بلد كامل، إنها جريمة اغتيال أمة، واستهتار بالقيم والمباديء، واحتقار شعب بكامله، واذلال أبرياء، ونهب ثروة، واهدار خيرات، وفتح الباب على مصراعيه للصوص والخونة والاستعمار الجديد، فرغم كونه قائد ميدانى من خلال سنوات الخدمة العسكرية التي جعلته قائدا للقوات الجوية لجيش وطني عظيم، إلا إنها الخيانة العظمى إذ جعل نفسه وكأنه اله يفعل ما يشاء دون حساب فلا يسأل عما يفعل، فكانت له سلطة مطلقة فوق القضاء والتشريع والاعلام والخبراء والمتخصصين والأكاديميين والمثقفين وملايين من البشر. فكان بإمكانه محو الأمية، ومحاربة الأمراض، والفقر، والفساد، والرشوة، كان يستطيع أن يمنع التعذيب في السجون وأقسام الشرطة، وأن يبلغ وزير الداخلية بأن شرط استمراره مرتبط بالحفاظ على كرامة المواطن، وأن يتابع بنفسه حالات السجون ففيها آلاف من المظلومين، كان يستطيع أن يجعل من مصر دولة تسابق الزمن، وتقفز فوق العوائق والحواجز، ويقيم نظاما عادلا، يساوي بين المواطنين، حقا، لكنه لم يفعل ذلك ولم يسعى لفعل ذلك إنها جريمة قتل أمة، لقد برع الفساد في عهده حتى أنه تمكن من كل شئ حتى أفسد الارض والماء والهواء والغذاء والدواء والدماء، فساهم فى نهب المعدات التي تتبرع بها الجهات الأجنبية، وساهم فى سرقة أعضاء المرضى وهم مخدرون في غرف العمليات، وساهم فى تزوير تاريخ الصلاحية لعشرات من الأدوية، وساهم فى ما هو غير صالح للاستخدام الآدمى وغير الادمى، فمواد البناء وأدوات الزراعة والرعى وتربية الحيوانات والطيور، وغيرها، لم يكن هناك في عهده مجال واحد يفتخر به المصريون غير الانبطاح والهزيمة، فقد استطاع من شل حركة المخابرات بكل فروعها، المدني والعسكري، ومباحث أمن الدولة، والقيادة العسكرية وهي كلها أجهزة وطنية لا غبار عليها، ولم تشارك في الفساد، ولا تتلقى هدايا، ولا تخضع لاغراءات، لكننه استطاع بدعم صهيونى بتحجيمها وتقزيمها، فبدأ باحالة اللواءات إلى التقاعد ورشاهم بالاموال المادية والعينية، وهؤلاء قد عرفوا أكثر مما ينبغي، ووصلوا إلى مرحلة النضوج الكامل في سن الخمسين، ولديهم ملفات عن الفساد في عهده، ولأن الضمير الوطني لدى أفراد هذه الأجهزة لا يمكن لرئيس مصري أن يتلاعب به أو يخفي عنه حقائق خصوم مصر، فجعلهم ينشغلون بقضايا هامشية مثل التصدي للمظاهرات، واستجواب متهمين ضد أمن الرئيس، وعائدين من أفغانستان، وبعض الجماعات الدينية واليسارية التي لا تحرك ساكنا، لقد جعل أفراد الشعب يتوجسون خيفة من أجهزة الأمن في المخابرات ومباحث أمن الدولة وهم فى الاصل حاميه ومدافعيه، فهو الذى أدخل اللواءعمر سليمان المعرك السياسى وأصبح وزيرا خاصا للشئون الاسرائيلية ليكون وسيطا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وضيفا لدى الموساد، تراقبه، وتعرف أسراره، وتتولى عمل أرشيف لرجاله، وتلغي الحاجز النفسي الذي يحفظ أحيانا للوطنية قوتها وعزتها، لقد فاق الرئيس فى استبداده وطغيانه فرعون وكسرا وقيصر فلا يكترث بأوجاع وصراخات واستغاثات الشعب فكان ظالما لكل فئات الشعب، عاشقا للظلم متمتعا بآهاته، رافضا الاصلاح، مستخدما سلطته المركزية المطلقة لتدمير مصر على كل الأصعدة، ماذا بقي في هذا الوطن المسكين لم تخربه يداه حتى يلجأ الى أخر فها هو ساهم ر في اقامة الجدار الاسرائيلي العازل عنصريا في فلسطين المحتلة، وباع البترول والغاز لآلة الحرب الاسرائيلية لتكسير عظام الفلسطيينيين، ومنع التسلل، وتعاون أمنيا، وجعل حدودنا مع فلسطين المحتلة الأكثر أمنا لقوى الاحتلال، وتعاون ضد العراق وافغانستان والصومال حتى السودان.
لقد حدد الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية الصادر في 11 سبتمبر 1971 والمعدل بقرار مجلس الشعب الصادر بجلسة 30 أبريل 1980 في الباب الخامس منه المعالم والسمات الأساسية لنظام الحكم في مصر، وعلي الرغم من الصلاحيات والسلطات الواسعة التي يملكها رئيس الجمهورية فإنه يظل دائما بمنأى عن المساءلة السياسة أمام البرلمان أو القانونية أمام المحاكم العادية، عدا حالة ارتكابه جريمة الخيانة العظمي والجرائم الجنائية الأخرى فقد نص الدستور علي أن يصدر قرار الاتهام بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس وأن تتم محاكمة الرئيس أمام محكمة خاصة ينظمها القانون، وإذا كان الاتهام الذى رفضته النيابة العامة وامتنع مجلس الشعب من تقديمه كاقتراح يمكنه تلخيصه فى النقاط التالية:.
الكذب على الشعب المصرى وعدم الوفاء بما تعهد به أمام جموع الشعب إذ أنه فى أول خطاب له بعد توليه الحكم مباشرة تعهد أمام الشعب المصرى بأنه سيتولى الحكم لفترة واحدة فقط وانه لن يرشح نفسه مرة أخرى، والحنث فى قسمه عندما اقسم على احترام الدستور المصرى والذى ينص على أن النظام الاشتراكى هو المتبع فى مصر فقد قام سيادته بتحويل مصر الى دولة راس ماليه مخالفة للدستور الذى اقسم على احترامه، التفريط فى السيادة المصرية ومظاهرها عندما سمح لمكتب التحقيقات الفدرالية الامريكى بفتح فرع له بالقاهرة وعندما سمح للجان الأمريكية أن تحضر إلى مصر تحت مسمى لجان حقوق الإنسان ولجان مراقبة الحريات وان تقوم بمساءلة المصريين وهو ما يمثل اعتداء على سيادة مصر وتدخل فى شئونها الداخلية، فسمح بالإخلال بالتوازن الاستراتيجي للقوى بين مصر وإسرائيل عندما قبل أن يكون معظم تسليح الجيش المصري أسلحة أمريكية رغم انه من الواضح جدا أن أمريكا لن تزودنا باى أسلحة يمكن أن تحقق لنا القدرة على الصمود أمام إسرائيل أو الصمود أمام الجيش الامريكى لو تعرضت مصر للغزو من جانب أمريكا كما حدث مع العراق، تسبب بفشله فى إدارة أمور مصر إلى تضخم مشاكل مصر إلى الحد الذى جاء بتقرير تلك اللجنة التى أمر هو نفسه بعقدها فى مكتبة الإسكندرية والمنشور بجريدة الأهرام فى 13 مارس 2004 والذى أكد أن مصر فى حاجة إلى خريطة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، انه سبب الفساد والسفه والإهمال ، فقد أهدر كل المكاسب التى حصل عليها الشعب المصرى كنتاج لثورة يوليو 1952فها هو الإقطاع قد عاد بعد السماح بإطلاق حرية التملك للأرض الزراعية بدون اى قيود، وها هى الرأس مالية المستغلة قد عادت لتسيطر على الحكم من جديد وقد كان تشكيل الوزارة الاخيرة بمصر وكلها من رجال الأعمال اكبر تجسيدا لسيطرة راس المال على الحكم، بفعل تعديل الدستور والقوانين وها هو قد تم إهدار مجانية التعليم فى عهده بعد تقاعس كل الوزارات عن المواجهة الجدية لظاهرة الدروس الخصوصية التى فرغت مجانية التعليم من معناها، وها هو قد تم قتل العدالة الاجتماعية وانقسمت مصر إلى طبقتين طبقة صغيرة من الملاك تملك كل شىء وتسخر كل موارد الدولة لصالحها بينما غالبية الشعب المصرى لا يمتلك اى شئ، فقد أهان شعب مصر حيث أفرج عن الجاسوس الاسرائيلى عزام وعن الجاسوس الاسرائيلى مصراتى وابنته فايقة مصراتى والتى ثبتت تهمة التجسس فى حقهما طبقا لتحقيقات النيابة العامة المصرية رغم قيام الجاسوس مصراتى بإهانة مصر كلها فى شخص هيئة المحكمة عندما قام بالتبول علنا فى قاعة المحكمة أثناء انعقادها فى اتجاه المنصة وهو ما يمثل إهانة كبيرة لمصر فى شخص هيئة المحكمة رغم ذلك تم ترحيله هو وابنته إلى إسرائيل فورا، إنه السبب فى إهدار أموال شعب مصر على مشاريع وهمية، ففى حديث بقناة الجزيرة فى سبتمبر الفين وأربعة قال الأستاذ محمد حسنين هيكل أنه خلال الثلاثين سنة الأخيرة حصلت مصر على 150 مليار دولارعلى شكل منح وقروض وهبات .. صرف منها حوالى 12 مليار دولارعلى مشاريع البنية الأساسية وستة مليارات دولارعلى مشروع مترو الأنفاق .. ومصيرالمبلغ الباقى غير واضح !!!! أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو " 130 مليار دولا، إنه السبب فى تشريد اثنين مليون طفل مصرى ملقون فى الشوارع ولا يجدون نصيرا لهم، إن تقديرات البنك الدولى لعام 2006 تشيرالى أن معدل الفقر فى مصر يتجاوز 52% .. أى أن هناك 35 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر وهناك 6.5 مليون عاطل عن العمل وخصوصا من الشباب وهؤلاء حوالى 27% من قوة العمل، بالاضافة الى دراسة أعدها أساتذة كلية العلوم بجامعة المنصورة أكدت أن مائة ألف مصرى يصاب سنويا بالسرطان وحوالى خمسة وثلاثون ألف مصرى يصاب بالفشل الكلوى من بينهم سبعة عشر ألف طفل بالأضافة لفيروس الكبد الوبائى وغيرها الكثير من الأمراض المزمنة وهى أمراض ستدمر المصريين على المدى الطويل اذا لم يتم علاجهم . وشهدت مصر خلال بضعة أعوام سلسلة من حوادث القطارات .. وغرق السفن، وهذا قليل من كثير لا يمكن نكرانه أو تجهاهله، ولكن ما يقوم به مجلس الشعب والنيابة العامة من تصدى لتلك الاتهامات عن طريق رفضها ومنعها قد يجعل الطريق أمام قوى الاستعمار الخارجى عن طريق المحاكم الدولية من احتلال مصر ويكون هذا الاتهام الاخير وهو مساعدة الاستعمار على احتلال الوطن ذيل الاتهام الذى ترفض النيابة التحقيق فيها ويمنع المجلس الشعب بتقديمها كاقتراحا لمحاكمة رئيس الجمهورية والحكومة، وإذا كان قتل أكثر من الف مصرى فى مصر لا يلقى ببال رئيس الجمهورية إذ يهرب الى جنوب أفريقيا دون أى تعليق عما حدث من صدمة للشعب المصرى من جراء الحكم الصادر بشأن عبارة السلام 98 ليكون دليلا على ارتكابه لجريمة القتل العمد حيث اللامبلاه بمعاناة الشعب وصرخاته وآلامه وأحزانه، وإن أصر القضاء على غض الطرف عن ذلك فالى الله المشتكى وهو المستعان واليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
ونظرا لكون الدعوى تدور وجودا بوجود القرار الادارى والمتمثل فى امتاناع المطعون ضدهم من اصدار قرارا كان يجب إصداره وفقا للقانون وهو تقديم اقتراحا باتهام رئيس الجمهورية بارتكاب جريمتى الخيانة العظمى (معاونة دول استعمارية لاحتلال مصر) والقتل العمد (اغراق المصريين فى البحر الاحمر والبحر المتوسط) واخفاء مواطنين والتستر على خاطفيهم بدليل سفينة بدر واختفاء طاقمها فى البحر الاحمر، واخنغاء بعض الناجين من عبارة السلام 98، وأن المدعى يستمد شرعيته القانونية ويستند فى اقامة دعواه هذه الى القانون الاعلى حيث الدستور الوطنى خاصة المادة 68 منه والتى تكفل حق التقاضى دون قيد أو شرط إذ يعتبر القانون العام والاصل فى التشريع بالاضافة الى القانون الخاص وهو القانون الادارى والمتمثل بقانون مجلس الدولة رقم 47 لسنة 1972 خاصة المادة 12 منه والتى فيها "لا تقبل الطلبات الاتية، الطلبات المقدمة من أشخاص ليست لهم فيها مصلحة شخصية" إذ أن للمدعى مصلحة شخصية ومباشرة تتمثل فى منازعته لمنصب الرئاسة، وبناء على ما سبق يكون طلب المدعى هو وقف وإلغاء قرار المدعى عليهم السلبى والمتضمن امتناع المدعى عليهم من القيام بالواجب القانونى والوطنى والمتمثل بضرورة تقديم اقتراح من مجلس الشعب باتهام رئيس الجمهورية والحكومة بالخيانة العظمى وجريمة القتل العمد استنادا للمادة العاشرة من قانون مجلس الدولة رقم 47 لسنة 1972 والذى أوجب على المحكمة الموقرة التصدى للأمر ومراقبة صحيح الاجراء حيث نصت على أنه "ويعتبر فى حكم القرارات الادارية رفض السلطات الادارية أو امتناعها عن اتخاذ قرار كان من الواجب عليها اتخاذه وفقا للقوانين واللوائح.
بناء عليه
يطلب الطالب من المحكمة الموقرة تحديد أقرب جلسة لنظر الدعوى والحكم بصورة عاجلة بوقف القرار السلبى والخاص بامتناع المدعى عليهم من تطبيق صحيح القانون فى شأن تقديم اقتراح باتهام رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عن جريمتى الخيانة العظمى والقتل العمد على أن يكون الحكم بالمسودة ودون اعلان وفى الموضوع بإلغاء القرار الطعين وما يترتب على ذلك من أثار أهمها الاعلان عن خلو منصب رئيس الجمهورية والاعلان عن فتح باب الترشيح لانتخاب رئيسا للجمهورية مع تمكين المدعى من خوض الانتخابات.
وكيل المدعى
إرسال تعليق